كيف أتعامل مع القلق أثناء تفشي فيروس كورونا؟
نحن نعيش حاليًا في أوقات مضطربة، وحياتنا اليومية ليست هي "القاعدة". ومع إغلاق الشركات وإغلاق المدارس وتقديم النصيحة للسكان بالبقاء في منازلهم، فإنه من المفهوم أنه بالنسبة للأشخاص الذين يعانون من اضطرابات مرتبطة بالقلق أن تمثل هذه الأوقات فترة عصيبة بالنسبة لهم.
تقول تانيا دارامشي، المدير السريري والمستشارة النفسية في مركز برايوري ويل بيينج دبي: "من الممكن أن يكون القلق شعوراً مفيداً ووقائياً، فهو استجابة للتهديد أو الخطر - كما يمكن أن يؤدي إلى نتائج عكسية ومضرة إذا كان مفرطًا أو امتد لفترة طويلة" وأضافت: "تعتبر جائحة كورونا الحالية مصدر قلق كبير لكثير من الأشخاص، ولكن بالنسبة لمن يعانون من القلق الحاد، فقد يؤدي ذلك إلى تفاقم حالتهم حتى تصبح أكثر سوءاً".
لقد بحثنا في طرق يمكنك من خلالها التعامل مع القلق خلال هذا الوقت حتى تتمكن من الاهتمام بصحتك ورفاهيتك النفسية.
كيف تعتني بصحتك النفسية خلال هذا الوقت
إذا بدأت تلاحظ أن الأفكار المقلقة أصبحت تسيطر عليك، هناك بعض الأساليب التي يمكنك استخدامها للمساعدة في إدارة هذه الأعراض:
- مارس أساليب الاسترخاء، مثل التنفس العميق وتقليل الضغط الذهني: إن تعلم ممارسة أساليب الاسترخاء عندما تشعر بالتوتر أو القلق قد يساعد على إعادة التركيز إلى عقلك بعيدًا عن الأفكار المقلقة التي تدور بداخلك. يمكنك أيضًا الاسترخاء من خلال ممارسة الأنشطة مثل ممارسة التمارين أو المشي أو القراءة أو الاستماع إلى الموسيقى أو التحدث إلى شخص قريب منك.
- اغتنم الفرصة للتفكير في التأثير الإيجابي لعيش حياة بطيئة الإيقاع: امنح نفسك فرصة "للتوقف عن التفكير". حاول أن تكون موجوداً بكل حواسك مع أسرتك واشترك معهم في أنشطة ممتعة.
- حاول الخروج من المنزل مع الحفاظ على وجود مسافة آمنة بينك وبين الآخرين: سيمنحك ذلك فرصة لاستنشاق بعض الهواء النقي والحصول على فيتامين "د" الذي تشتد الحاجة إليه حالياً بالإضافة إلى تغيير المشهد مما يساعد على تحسين مزاجك. كم أن الجسم السليم يساعد حقًا على تشجيع العقل ليكون سليماً.
- ارتدِ ملابسك وتجهز لنهارك وحافظ على النية: إذا كنت لا تعمل، فقم بتدوين جدول يومي لتجنب الشعور "بالانجراف" مع الأيام. اعمل بجد للحفاظ على هدفك وقيمتك. فمن الممكن أن يساعد ذلك أيضًا في تعزيز الشعور بالإنجاز، وإبعاد أذهاننا عن القلق والاضطراب.
- حاول أن تضع هيكلاً يومياً محدداً وأن تتمسك به: إذا كنت تعمل من المنزل، حاول الالتزام بجدول عملك المعتاد. وإذا كنت مقيمة في المنزل تعتنين بالأطفال، حاولي أن تذهبي في نزهة كل يوم بعد الإفطار وأن تلعبي ألعاب الفيديو بعد الغداء واطلبي من الجميع تقديم المساعدة في تحضير العشاء. وتعد هذه فرصة جيدة لتعليم المهارات الحياتية التي لا نملك وقتًا لتعلمها في بعض الأحيان، مثل غسل الأطباق أو تعبئة غسالة الصحون وإعداد المائدة للوجبات وطهي الوجبات ووضع الميزانية لمصروف الجيب.
- احتفظ بدفتر يوميات لأفكارك: ابدأ في تدوين ما تشعر به وحاول أن توازنه مع الأمور الإيجابية التي حدثت خلال اليوم. وسيساعد القيام بذلك على تطبيع مشاعرك، كما سيعمل على تحول التركيز بعيدًا عن اضطراب العزل الذاتي. كما يمكن أن يكون ذلك أيضًا تمرينًا مفيداً للقيام به كعائلة.
- قلل مقدار الوقت الذي تقضيه في مشاهدة الأخبار واستخدام وسائل التواصل الاجتماعي: تركز العناوين الرئيسية حاليًا على آخر المعلومات المتعلقة بفيروس كورونا، والتي يمكن أن تؤدي إلى تفاقم التوتر والقلق لدى بعض الأشخاص. وعلى الرغم من أنه من المهم أن تبقى على اطلاع دائم بالمعلومات الصحيحة، يجب أن تحاول تقليل عدد المرات التي تطلع فيها على الأخبار كل يوم. وحاول كذلك تحديد الملخصات التي تتابعها على وسائل التواصل الاجتماعي لتخفيف مشاعر القلق. ويعتبر الحد من استخدام الأطفال للإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي من الأمور المفيدة أيضًا، حيث سيساعدك في التعامل مع أي قلق ومخاوف قد تكون لديهم بشأن الفيروس.
- إنشاء قائمة مهام: إن إنشاء قائمة بالأشياء التي يجب القيام بها ثم إنجاز تلك الأشياء يولد شعوراً بالإنجاز. وليس من الضروري أن تكون مهمة كبيرة ولكن شيئًا صغيرًا مثل تنظيف خزانتك أو تنظيم نظام حفظ الملفات أو حتى القيام بدورة لغة عبر الإنترنت لمدة نصف ساعة يوميًا يولد لديك إحساسًا بوجود هدف من يومك والشعور بالإنجاز عند شطب تلك المهمة من قائمة المهام التي أعددتها.
- خصص بعض الوقت لنفسك: خصص بعض الوقت كل يوم "لإعادة الضبط" و "إعادة التشغيل". سواء كان ذلك مجرد نزهة حول المبنى أو الاستحمام أو الاتصال بصديق لمعرفة آخر الأخبار. وإذا كنت تقيمين في المنزل مع الأطفال طوال اليوم، فقد يكون ذلك مرهقًا عقليًا وجسديًا، لذلك حاولي تخصيص بعض "الوقت المخصص" بغض النظر عن مدى محدودية ذلك الوقت.
- حاول توجيه انتباهك نحو الأشخاص الأكثر احتياجًا: يُعتقد أن الأشخاص الذين تبلغ أعمارهم 60 عامًا فما فوق والذين يعانون من حالات صحية كامنة هم الأكثر عرضة للخطر. ومن الممكن أن يساعد تقديم المساعدة والدعم للآخرين، كلما أمكن ذلك، على تحويل التركيز بعيدًا عن المخاوف التي تدور بداخلك. حتى مجرد إجراء مكالمة هاتفية للتواصل والاتصال يمكن أن تولد لديك الشعور بالرعاية المجتمعية.
الدعم المتوفر في مركز برايوري ويل بيينج دبي
إذا كنت تشعر أنك بحاجة إلى مساعدة مهنية للتغلب على القلق، فإن تلقي الدعم المناسب من طبيب نفساني محترف يعد خطوة مهمة يجب اتخاذها.
لمعرفة المزيد حول دعم الصحة النفسية الذي يقدمه مركز برايوري ويلبيينج دبي، اتصل على: 97142453800+ للتحدث إلى أحد أفراد فريقنا الإداري اليوم بثقة أو أرسل نموذج استفسار عبر الإنترنت.